مغالطتا تعميم الخاص وتخصيص العام
هاتان المغالطتان مترابطتان، وتقومان على الكل وأجزاءه والنوع وأفراده.
أمثلةعلى الكلّ المكون من أجزاء:
السيارة: مكونة من جسم السيارة وآلتها وأجزائها الأخرى.
الحاسوب: مكون من الشاشة والذاكرة ولوحة المفاتيح وغيرها من المكونات.
اللغة: مكونة من أجزاء مثل النحو والصرف والألفاظ.
أمثلة على النوع المكون من أفراد:
العمانيون: ينتمي إلى هذا النوع كل الأفراد العمانيين.
الإبل: ينتمي إلى هذا النوع كل الجِمَال والنوق.
مغالطة تعميم الخاص
تتم المغالطة حين يتم تعميم أمر يصدق على جزء من أجزاء التركيب المكون من أجزاء ليكون صادقاً على كل الأجزاء، أو أمر يصدق على فرد أو بعض أفراد نوع ما ليكون صادقاً على النوع بأكمله.
خريجو كلية الهندسة فاشلون. بالأمس سألنا أحدهم في مقابلة توظيف سؤالا هندسياً بسيطاً ولم يتمكن من الإجابة عليه.
تكمن المغالطة هنا في أن المتحدث يعمم ضعف مستوى خريج كلية الهندسة في مقابلة فيعد كل خريجي الهندسة ضعافاً رغم أنه لم يقابلهم جميعاً.
ان اللغة السواحلية هي من صنع اجدادنا العمانيين الذين هاجروا الى دول شرق افريقيا منذ قرون
(المصدر: سبلة عمان)
تكمن المغالطة هنا في تعميم تأثير العمانيين على كل اللغة السواحيلية، وخصوصاً في طرح حقيقة أنهم "صنعوا" اللغة السواحيلية، وهذا غير صحيح فاللغة السواحيلية تنتمي إلى عائلة لغات أفريقية هي لغات البانتو، والتأثير العربي موجود ولكنه محصور في الأساس في الألفاظ (وهو جزء من اللغة) وليس في اللغة بأكملها (أي ليس في الأجزاء الأخرى مثل النحو والصرف)
مغالطة تخصيص العام
بحسب هذه المغالطة فأن ما يصدق على الكل ينسحب على كل جزء من أجزاء ذلك الكل، وما يصدق على النوع يصدق على كل فرد ينتمي لذلك النوع.
أمثلة:
(تعليق أحدهم على مطالبة بعض النواب في البرلمان اليمني الحكومة اليمنية تقديم مبررات لمقتل بعض اليمنيين في الجنوب اليمني على يد رجال قوات الأمن اليمنية)
هولاء الذين يسألون وزير الداخلية عن الجرائم المرتكبة بحق الجنوبين هم في الاصل جزء من ماكينة القتل هذه لأنهم اعضاء في البرلمان وجزء من السلطة ويستلمون رواتبهم واجورهم على مشاركتهم في هذه العملية. وبما انهم جزء من السلطة فهم راضين كل الرضاء عن العمليات الوحشية هذه ولكنهم يطلبون فقط تبريرا لا اكثر ولا اقل. ولو كانوا اصلا غير راضين عن ذلك لكانوا قدموا استقالتهم وبرؤ ذمتهم. وكلما ظلوا في السلطة كلما زادت مسوليتهم عن القتل.
(المصدر)
تقوم المغالطة في هذا المثال على تخصيص العام، حيث يتم اعتبار أن ما يصدق على الجزء يصدق تلقائياً على جميع الأجزاء كما يلي:
- الدولة اليمنية مجرمة في قتلها ليمنيين في الجنوب
- مجلس النوب (بأعضاءه الذين يمثلون الجنوب) جزء من تركيبة الدولة اليمنية
- إذاً: أعضاء مجلس النواب الذين يمثلون الجنوب مجرمون
مثال آخر:
بما النظام السياسي البريطاني ديمقراطي، إذا الحزب القومي البريطاني هو حزب ديمقراطي ويساوي بين جميع المواطنين (الأصليين والمتجنسين)
وهذه مغالطة فبالرغم من الديمقراطية البريطانية المعروفة إلا أن هذا الحزب (وهو جزء من النظام السياسي البريطاني) هو حزب عنصري ينادي بأن بريطانيا ينبغي أن تكون خالصة للبيض وبوجوب "تسفير" البريطانيين الذين ينتمون إلى أصول غير أوروبية بيضاء.
مغالطات الصور النمطية
الصور النمطية هي تصور إيجابي أو سلبي (وهو الغالب) ينتشر بين أفراد مجموعة بشرية (شعب، أمة، طائفة، قبيلة، ...) عن مجموعة بشرية أخرى. من أمثلة الصور النمطية ما يلي:
- اليابانيون مغرمون بالعمل ولا يحبون أخذ إجازات
- مقاولو البناء غشاشون
- النساء لا يفهمن في الفلسفة ولا في التكنولوجيا
وتدمج مثل هذه الصور النمطية بين مغالطتي التعميم والتخصيص بالطريقة التالية:
- تبدأ الصورة النمطية بتعميم الخاص (مثلاً: "سيارات المرسيدس والبي أم دبليو الألمانية سيارات قوية"، إذاً "كل المنتجات الألمانية قوية"، أو "سليمان المقاول وصالح المقاول حاولوا أن يغشوا في كمية الأسمنت التي يستخدموها في بناء البيوت"، إذاً "كل المقاولين غشاشون")
- ثم توجد حالات يتم فيها تخصيص هذه الصورة النمطية العامة التي تكونت أصلاً من حالات خاصة (حينما أجد منتجاً مصنوعاً في ألمانيا فانني أفضله على أساس الصورة النمطية أن كل ما يصنع في ألمانيا قوي مع أن هذا قد يكون غير صحيح، كذلك فحينما أتعامل مع يوسف المقاول الذي سيبني بيتي الجديد فاني أتعامل معه على أساس أنه غشاش بناءً على الصورة العامة التي كونتها من تجربتين سابقتين).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق