الخميس، 24 ديسمبر 2009

حول ضرورة حوار المختلفين في الثقافة العمانية المعاصرة



حول ضرورة حوار المختلفين في الثقافة العمانية المعاصرة

عبدالله الحراصي

الثقافة العمانية المعاصرة ثقافة حيّة ثريّة بمختلف التوجهات الفكرية، بمعنى أن العناصر النشطة في هذه الثقافة تمثل تيارات فكرية متعددة، كثيرة التباين فيما بينها، وهو مصدر ثرائها. غير أن الإشكال الرئيس الذي تعاني منه هذه الثقافة هو غياب المنابر التي يمكن من خلالها لهذه العناصر الفكرية والثقافية أن تتناقش مع بعضها البعض، لا من أجل التوصل إلى أوضاع تختفي فيها الاختلافات فيما بينها، بل، وهو الأهم، أن تبرز وبصورة هادئة ومسؤولة طبيعة تلك الاختلافات مع تقصي الأسس التي أنتجتها وما يمكن أن تؤدي إليه من نتائج محتملة.

من هم "المختلفون" فكرياً؟ هم العناصر الفكرية والثقافية التي تتبنى رؤية فكرية أو ثقافية (اجتماعية، سياسية، اقتصادية ... الخ) حول ظاهرة أو موضوع معين تختلف اختلافاً كبيراً عن رؤى فكرية أو ثقافية أخرى، والسؤال الآخر، هل يوجد لدينا مختلفون؟ لأننا مجتمع بشري طبيعي حيّ فان لدينا عدداً كبيراً من المختلفين فكرياً وثقافياً، وإن لم يقم هؤلاء المختلفون بإنتاجات فكرية ثقافية تكشف عن اختلافاتهم، إلا أن الحياة في المجتمع العماني تكشف كشفاً واضحاً عن اختلافات كبيرة بعض أمثلتها ما يلي: الحداثة مقابل التقليد، الدخول في عالم العولمة مقابل الالتزام بالثوابت المحلية التقليدية، المنادون بحرية التعبير الكاملة مقابل المنادين بالمسؤولية الفكرية والاجتماعية، المنادون بالتغيير الاجتماعي وخصوصاً في الزواج مقابل المنادين بالثبات الاجتماعي، المنادون بتعزيز النمط الاقتصادي الصناعي مقابل المنادين بالانماط الاقتصادية التقليدية مثل الزراعة والصيد التقليدي، المنادون بفتح باب السياحة مقابل القلقون من تأثيراتها، وهلم جرّا.

سأضرب مثالاً واحداً هنا على المختلفين فكرياً، وهو الاختلاف شديد التأزم الذي يشهده الفكر الديني العماني المعاصر بين تيارين: تيار جديد يمثل خميس العدوي وخالد الوهيبي رمزين من رموزه، وهو تيار قدم طروحات جديدة لم تألفها المدرسة الدينية العمانية التقليدية المعاصرة، ويقابلهم من يختلف مع تيارهم من المحافظين في فكرهم الديني والذين يرون في هذا التيار خللاً كبيراً في المنطلقات وفي النتائج والعواقب. أعاد التيار الجديد النظر في عدد من المسلمّات الراسخة في فهم بعض النصوص الدينية وقدم نظرات جديدة في فهمها تنطلق من منطلقات غير تلك التي ينطلق منها التيار التقليدي، وقد عبّر التيار الجديد عن نفسه في عدد من الأعمال الفكرية المتعددة، كتباً ومقالات، لعل أبرزها كتاب خميس العدوي وخالد الوهيبي "الايمان بين الغيب والخرافة". أما التيار الآخر فقد مثلته الردود على التيار المغيّر، وجاء أبرزها كتاب سماحة المفتي الشيخ أحمد الخليلي الذي يحمل عنوان "العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع" والذي حذر فيه بقوة من ما يعده مخاطر التيار التغييري، بل أن سماحته يشير إلى حدوث "حوار" بينه وبين أحد ممثلي التيّار الأول "فكم جلست إليه وأفضيت اليه بما في نفسي ومحضته النصح وأقمت عليه الحجة وكان في كل مرة يتظاهر بالقبول وإسلاس القياد ويتعهد على أن لا يعود الى ارتكاب هذه الأخطاء ولكنه مع ذلك يظل مع زمرته سادرا في غيه غارقا في ضلاله يستخف بالنصح والناصح"، ويقول سماحته أن رده من خلال الكتاب جاء "لأنه يمس ديننا الذي ائتمننا الله عليه، وعقيدتنا التي ندين بها، فلا مجال للمساومة والمجاملة على حسابهما على أننا إن لم نقف بكل قوة وحزم أمام المتلاعبين بالدين؛ لم يقفوا عند حد وسينقضون في كل يوم عروة من عراه، حتى نصبح بلا دين والعياذ بالله". ويضيف سماحته "وأنت اذا تأملت الى الذين ينادون بهذا الفكر القذر في عالم اليوم وجدتهم جميعا شواذا تنكروا للاسلام وقد التقطتهم الأيدي المنظمة لحركتهم من مزابل الأفكار والأخلاق".

تكشف الاقتباسات أعلاه من كتاب سماحة المفتي عن عِظم الاختلاف بين الرؤيتين، وهو نموذج ليس إلا لتبرير ما أدعو إليه هنا من ضرورة حوار المختلفين فكرياً في الثقافة العمانية المعاصرة، وسأتحدث هنا عن بعض فوائد الحوار بين المختلفين. أول تلك الفوائد يتمثل في أمر مهم وهو الشفافية المجتمعية حيث يعترف المجتمع أنه حضن لتيارات ورؤى مختلفة، وليس تيار ورؤية واحدة ترفض ما عداها. كما أن مثل هذا الحوار يؤدي إلى ترسيخ قيمة تعلو على الاختلاف حول القضايا المختلف حولها، وهي قيمة العيش الفكري المشترك، بحيث يصبح تبني الفكر، على اختلاف ألوانه ومشاربه، حقاً مشروعاً لا يلغيه طرف لمجرد أنه لا يستسيغ فكر الطرف الآخر لسبب من الأسباب. كما أن الحوار بين المختلفين سيؤدي إلى خروج التيارات من شرنقة ذاتها، فإيضاح التيارات الفكرية لأفكارها المختلفة بهدوء سيكشف عن مواضع الاختلاف ومنابته، لأن الحوار يتيح فرصة ليقدم كل تيّار فكره تقديماً تفصيلياً يمكّن المجتمع من فهمه ومساندته أو الاختلاف معه (إن كان هناك ضرورة للمساندة أو الاختلاف). ولأن غياب الحوار هو الذي يثبّت حالات الخلاف والاختلاف المتأزم، ويرسخ التنافر بين الأطراف المختلفة، فإن الحوار سوف يؤدي إلى إعادة ترتيب الثقافة والفكر، مما يجعل التيارات المختلفة تعيد النظر في فكرها مما يؤدي بلا شك إلى التحرك من حالة الاختلاف الحالية إلى أوضاع فكريّة جديدة، وربما تيارات جديدة، تنتج من الحوار ذاته.

سؤال آخر: أين يمكن لحوار المختلفين أن يوجد؟ الجواب البسيط هو أن الكون فسيح للغاية ولا شك أنه سيتسع لحوار بين تيارين في الثقافة العمانية المعاصرة. بمعنى آخر يمكن لهذا الحوار أن يتم بطريقة مباشرة عن طريق النقاش المباشر بين العناصر الفكرية والثقافية المختلفة، مثل أن يتبنى النادي الثقافي أو أي منتدى ثقافي آخر مجلساً متخصصاً لحوار المختلفين (ويمكن أن يحمل هذا المجلس اسم "مجلس الحوار") تدعى إليه العناصر المختلفة فكرياً لتقديم تياراتها الفكرية ومناقشة آراء التيارات الأخرى التي تختلف معها. كما يمكن أن يتم مثل هذا الحوار في وسائل الاعلام بشتى أشكالها لمناقشة رؤاها المختلفة كبرامج التلفاز والاذاعة، ويمكن أن يتم من خلال مقالات الاختلاف في الجرائد والمجلات.

أخيراً، لا يمكننا أن ندفن رؤوسنا في رمال التجاهل والإنكار، وأن لا نقر بوجود اختلافات فكرية يشهدها المجتمع العماني والثقافة العمانية في زمننا المعاصر، بل أن علينا أن نقرّ بوجود اختلافات كبيرة للغاية، وتماوجات ضخمة في أمور ومستويات عديدة، وإن لم يشهد هذا المجتمع وهذه الثقافة حوارات حول القضايا المختلف حولها فإن النتيجة ستكون بقاء المجتمع على ما هو عليه من صمت وسكون ظاهري، مع غليان وتلاطمات داخلية عنيفة في العمق.

للتعليق على هذا المقال اضغط هنا



هناك 9 تعليقات:

  1. مقال أكثر من رررررررررررررائع...
    هكذا يجب أن يكون الطرح فكم نحن بعيدون عن ثقافة الحوار!!!
    فعلا كما قلت دكتور المجتمع غارق في "صمت وسكون ظاهري، مع غليان و تلاطمات داخلية عنيفة في العمق"

    ردحذف
  2. استاذي العزيز دائما يكون من الاجدى عدم اعطاء الطابع الرسمي لحل الاختلافات الفكرية، لانه في اغلب الاحيان يصل المختلفون الى طريق مسدود لقبول فكر الاخر،والاختلافات الفكرية موجودة منذ الازل فهذه طبيعة الحياة فمن الصعب ان يجتمع الناس على رؤى فكرية واحدة.

    ردحذف
  3. الغريب / السويق28 ديسمبر 2009 في 1:52 م

    عزيزي الدكتور : أشكركم على هذا المقال البناء الذي يعكس عن شخصية استشرافية واستقرائية والسعي إلى العمل على تدارك ما يمكن أن يحدث في المستقبل والعياذ بالله .
    أن دعوتكم إلى أيجاد حوار بناء وهادف للتيارات الفكرية والثقافية في المجتمع لهو أمر جيد ومحبذ ، وبالرغم من أن الغالبية العظمى من أبناء المجتمع تؤيد ذلك ( طبعا ليس جزما ) والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل سوف يتم تقبل مثل هذه الحوارات من قبل الجهات الرسمية؟ { اشك في ذلك } ، وهل ستستوعب التيارات المختلفة فكريا وثقافيا وايدلوجيا الجلوس مع بعضها البعض والتناقش في قضايا محورية هادفة إلى الإثراء ببناء المجتمع دون الأختلاف الذي يمكن أن يؤدي إلى التراشف والقذف؟ { اشك في ذلك أيضا } لأن التعصب الفكري وعدم التنازل للآخر وتكفير الآخر أو نعت الأخر بالرجعية والريدكالية لأمر مؤسف في الحوارات العربية وعمان جز من العالم العربي والأنكى من ذلك رفض كل ما يخالف وأنت ادرى بما يحصل من مهاترات وانسحاب وإنزواء خلافات بين مثقفي التيار الواحد ناهيك عن الشللية الغير إيجابية التي تسببت إلى الانسحاب والانزواء بعض الكتاب وكما قال أحدهم اصبحت اكتب للأدراج ، ويعود ذلك كله بسبب عدم التنازل عن المعتقد او لإمتناع عن التطبيل والتهليل ... .
    لا نطلب اتجاه معاكس مثل برنامج قناة الجزيرة ما نطلبة و يطلبة الدكتور آلية حوار هادئة وهادفة تدحض الحجة بالحجة ... الخ والوصول إلى النتائج التي ننشدها جميعاً والتي تخدم المجتمع والبلد .
    وللخروج من هذا المأزق لا يتم إلا إذا تبنته المؤسسات الرسمية{مستبعد قريباً} وكذلك المؤسسات الأهلية من جمعيات ومنتديات فكرية حتى لا يتفجر الإحتقان ويثور البركان.
    سؤالي إلى الدكتور : هل المجتمع العماني (المواطن العادي ) مؤهل إلى التعاطي مع هذا الحوار يتلقى نتائجه بعيون فاحصة ؟ خاصة وأنكم في موضوع سابق ذكرتم بأن المواطن العماني لا يزال بعيد عن المدنية !!! كيف وهو لازال يحزم حقائبه يوم الأربعاء للعودة إلى البلد (القرية) . وكذلك إذا أراد احد الزواج من فتاه عمانية فأن أهلها يسألون ويمحصون عن أصول الفتى القبلية والعرق ...الخ فهل المجتمع القروي جدير بأن يتلقى الحوار بين منهم يدعون إلى التعاطي مع الأحداث والإنفتاح برؤى وآخرين ينادون في المحافظة على الثوابت وعدم التغرير {كل الفئات الثقافية والفكرية} .
    سؤالي الآخر : هل أعلامنا المرئي والمسموع والمقروء قادر ان توصيل الرسالة الأهم من الحوار {شك في ذلك } .
    كما أني أتفق معكم بأنه لا بد من الحوار للتخلص من العقد والتشنجات الفكرية بين الفئات النخبوية والوصول إلى صيغة تصالحية تنصب في مصلحة المجتمع .
    جميل أن تكون الفئات النخبوية مختلفة وتنتمي إلى إيدلوجيات مختلفة وترتكز على عقائد فكرية ومعرفية مختلفة تصب كلاها لخدمة المشروع الثقافي والفكري العماني فالاختلاف كما هو معروف من السمات الحضارية للأمم .
    أستاذي الدكتور : أن تبنيكم لمثل هذه الدعوات أمر يثلج الصدر كما أني اشد بأيديكم في مناشدكم في موضوع سابق ( ضرورة إنشاء جامعات حكومية ) إلى الإسراع في إنشاءها حتى تكون منارا للثقافة البناءة ونرى أن يتكاتف الجميع إلى تحقيق هذا المطلب .


    الغريب / السويق

    ردحذف
  4. المقال ممتاز .. بالنسبه لإقتراحك حول وجود من يتبنى (مجلس الحوار)، لماذا لا تبدئم أنتم أصحاب الفكر والثقافه بتنفيذ هذه الفكرة ؟!

    ردحذف
  5. مقال جميل ومدونة رائعة تمثل رقيا كبيرا على مستوى الكتابة العمانية في النت ! نتابعك بصمت ، وننتظر كل جديدك بشوق بالغ ، وتصيبنا شيءٌ من الكآبة حقا إن انقطعت عن الكتابة ولو ليوم واحدة !

    أستاذي العزيز عبد الله :

    مقالك مرة أخرى جميل ، وبه أفكارٌ تدعو إلى تقبل الإختلاف والدعوة إلى حوار المختلفين ، وبيّنَ في قول مباشر واضح بعيدا عن التلميحات المواربة الغامضة ، ما يحدث الآن في ساحة الفكر الديني من انشقاق لا ريب أنه كبير وخطير ، كما يؤكد ذلك كتاب سماحة الشيخ الخليلي ، وهو لا ريب شخصيةٌ عمانيةٌ ذات شأن كبير على صعيد الفكر والثقافة ، ويحظى بتأثير كبير وبمكانة علمية بارزة وممثلة لكثير من المحافل والمجالس والقمم والاجتماعات على مستوى العالم ، بالإضافة إلى مكانته الكبيرة في قلوب محبيه من مسلمي عمان ، كونه هو مرجعُ الإباضية الأكبر والمفتي الأول لهم في مسائل الرأي والدين ، كل ذلك يشي بخطورة الموقف الديني البارز على الساحة العمانية. ومحور القضية وسبب خطورتها إذا انتقلنا من التوصيف الخارجي إلى محاولة الدخول في عمقها ، فهي تكمن في النزاع حول حجية السنة النبوية ومكانها من التشريع بالإضافة إلى حدود العقل ومكانه من التشريع ، وهي لا ريب ليست بمشكلة فكرية جديدة في الساحة الدينية ، بل تضرب بجذورها التاريخية الى جدلية المعتزلة ، قبل أن تكون انعكاسا على الساحة العمانية لما شهدته وتشهده الساحة العالمية من صراع فكري بين العلم وبين الدين ثم ما شهدته وتشهده الساحة الإسلامية والعربية من ظهور موجات ما يُسمى بالعلمانية والعقلانية والتحررية والتغريبية والاستشراق إلى غيرها من مسميّات مناديةً بمواقف فكرية جدلية جديدة ، فالمسائل الفكرية الدائر الجدل حولها وإن كانت جديدة على الساحة العمانية فهي ليست بجديدة إطلاقا على المستوي الفكري بكاملها ، فهي لا تعدو كونها اجترارا مجترئا وتقليدا سافرا في أكثرها ، فهناك أطروحات فكرية سابقة تناولت نفس ما يتناوله التيار الذي يضم العدوي والوهيبي والمحرمي وأحسن وزيادة ، وقد اطلعت على أغلب المؤلفات العمانية المعنية بالأمر المختلف حوله ، فوجدتُ بعضها يعوزه كثيرٌ من المنهاج العلمي الرصين.


    أعجبتني دعوتك إلى الحوار ، غير متناسين أن سماحة الشيخ قد دعاهم الى حوار علنيّ في أكثر من مرة من محاضراته بالإضافة إلى كتابه الصادر ، وقد التقيتُ ببعضهم وحدثته في ذلك ، وكل ما أعرفه إلى الآن هو رفضهم أمرا كهذا ، لأسبابٍ أحسن الظنّ في بعضها ولا أرى عذرا لهم في بعضها الآخر ، فعذرهم في مقدرتهم الخطابية مقارنة بالشيخ مثلا لا أستطيع أن أعذرهم فيه ، فهنا سيكون الأمر حوارا لا خطابا ، وكله إنما أخذٌ وردٌّ فكرةً بفكرةٍ وحجةً بحجةٍ ، في محاولةٍ للتعارف فالتسامح فالتنازل ربما إلى آراء جديدة أكثر تسامحا وأكثر تفهما وتقديرا للآخر ، وأعجبني أكثر خروجك من التنظير الذي اعتدنا عليه باقتراحٍ يدعو المجلس الثقافي على تهيئة أمر كهذا ، اقتراحٌ جميلٌ ، أتمنى أن تخرج به يا أستاذنا العزيز إلى عالم الواقع أكثر والذي لا أشكّ أنهم سينظرون إليه ما كنت أنت صاحبه!


    روح الضياء

    ردحذف
  6. غير معرف يقول...

    عزيزي الدكتور : أشكركم على هذا المقال الهادف والبناء الذي يعكس عن حرصكم وسعيكم الدؤوب بالرقي وبالشأن الثقافي لهذا البلد متخاً موقعة المتميز على الخارطة الثقافية العربية والعالمية .
    أن دعوتكم إلى أيجاد حوار التيارات الفكرية والثقافية في المجتمع لهو أمر جيد ، والسؤال هل يمكن قبول الجهات الرسمية مثل الحوار الذي تدعو إلية؟ { اشك في ذلك } ، كما وهل التيارات المختلفة فكريا وثقافيا وايدلوجيا ستقبل الجلوس مع بعضها البعض لتناقش والحوار في قضايا محورية تهدف إلى بناء مجتمع حوار حضاري هادي ودون واتطبيل أو الأختلاف الذي يؤدي إلى التراشق ؟ { اشك في ذلك أيضا } لأن التعصب الفكري واقصى الآخر وتكفيره أو نعته بالرجعية والريدكالية سمه من سمات الحوارات العربية وعمان جزء من العالم العربي ، وأنتم ادرى بما يحصل من مهاترات وانسحاب وإنزواء خلافات بين مثقفي التيار الواحد ناهيك عن الشللية {غير الإجابية } والمحسوبية التي تسببت في الانسحاب والانزواء بعض الكتاب ، كما قال أحدهم آثرت الكتابه للأدراج.
    سؤالي إلى الدكتور : هل المجتمع العماني (المواطن العادي ) مؤهل إلى التفاعل مع هذا الحوار ويتلقف نتائجها بعيون فاحصة ؟ خاصة وأنكم في موضوع سابق ذكرتم بأن المواطن العماني لا يزال بعيد عن المدنية !!! (كيف وهو يحزم حقائبه يوم الأربعاء للعودة إلى البلد (القرية) . وكذلك إذا أراد احد الزواج من فتاه عمانية فأن أهلها يسألون ويمحصون عن أصول الفتى القبلية والعرق ...الخ) فهل المجتمع القروي جدير بأن يتلقى الحوار بين نقيضين في الرؤى والفكر فمنهم من يدعو والانفتاح على مصرعيه وآخرين يرون أن هذا جنون وتأثر بالمنوذج الغربي والمدسوسين على البلدان الإسلامية وينادون في المحافظة على الثوابت وعدم التغيير.
    سؤالي الآخر : هل أعلامنا المرئي والمسموع والمقروء قادر على توصيل الرسالة الأهم من الحوار {شك في ذلك } .
    إن وجود فاءات نخبوية مختلفة فكريا وتنتمي إلى إيدلوجيات وترتكز على عقائد فكرية ومعرفية مختلفة تصب كلاها لخدمة المشروع الثقافي والفكري العماني فالاختلاف كما هو معروف عنه سمه الحضارية محببة للأمم ولكن الخلاف هم من تبغضه اللأمم .
    في الختام : أتفق معكم بأنه لا بد من الحوار للتخلص من العقد والتشنجات الفكرية بين الفئات النخبوية والوصول إلى صيغة تصالحية تنصب في مصلحة المجتمع قبل الإنفجار { وما اصعبة من انفجار...والعياذ بالله... !!! }.
    أستاذي الدكتور : أن تبنيكم لمثل هذه الدعوات أمر يثلج الصدر كما أني اشد بأيديكم في مناشدكم في موضوع سابق ( ضرورة إنشاء جامعات حكومية ) إلى الإسراع في إنشاءها حتى تكون منارا للثقافة البناءة ونرى أن يتكاتف الجميع إلى تحقيق هذا المطلب .


    غروووب

    ردحذف
  7. المقال به تحيز للجانب الحداثي بغلاف من الوسطيه

    ردحذف
  8. أتمنى بالفعل أن يكون هناك مجلس للحوار في القريب
    فهنا ثمة مشكلة بدأت تظهر
    الناس اللذين لا ناقة ولا جمل لهم بالأمر ومن الأساس لم يطلعوا على أيّ من الكتابين لم يقصروا في التطاول بالفتاوي
    فهذا يطلق على سماحته لقبا وآخر يعتدي على المشايخ بآخر
    وأتسائل هنا لماذا لا نستغل وجود العقول النيّره لنفتح باب الحوار
    أم إننا سنبقى هكذا على الدوام سطحيين وهامشين نكتفي بمعرفة العناوين من الأمور
    د عبدالله بارك الله فيك

    ردحذف