الأحد، 28 يونيو 2009

لأي مكان تُشَيَّد السفن؟



قرأت اليوم عبارة مذهلة في اختزال الدلالة الوجودية. تقول هذه العبارة باللغة الانجليزية

A ship in port is safe, but that's not what ships are built for

وترجمتها "إن السفينة آمنة في المرفأ، ولكن ما لهذا تُشَيَّد السفن"، وصاحبة هذا القول البليغ هي "جريس موراي هوپر" Grace Murray Hopper التي ولدت عام 1906 وتوفت 1992، وكانت عالمة حاسوب وضابطة في البحرية الأمريكية.

نعود إلى العبارة. ما أبلغها! تحمل دلالة قاطعة كحد السيف الذي يهوي على جمجمتك الآمنة أو المستأمنة! تجعلك تسأل أسئلة كبرى عن حياتك: ترى هل ولدت لما أنا عليه؟ وهل ينبغي أن أقبل ذلك؟ وهل الأمان مقياس النجاح للسفينة، أم أنها صنعت لتمخر عباب البحار والعواصف الهوج؟

أسئلة تضعك في الصورة الكبرى للوجود. ويبقى عليك أن تحدد مكانك وحجمك في هذه الصورة الكبرى!

هناك 9 تعليقات:

  1. بالفعل عبارة مؤثرة دكتور عبدالله
    هي تحملك الى أبعد مما يحيط بك ..
    وتحليلك ذكرني بمطلع القصيدة الجدلية لإيليا ابو ماضي:
    جئت، لا أعلم من أين، ولكنّي أتيت
    ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت
    وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت
    كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟

    لست أدري!

    ردحذف
  2. مجرد قراءة العبارة يشعرني بالوجل لسبب ما!!!!

    هل لأني أشعر بالأمان فيما لا يجب علي أن أشعر به؟ أهو لإحساس مني بالتقصير فيما صُنعت لأجله؟! أم هو شعور بعدم معرفة الغرض الذي لأجله صُنعت أصلاً؟!! دعني من هذا الآن.

    هناك من السفن صغار وكبار، ومنها ما هو مخصص لخوض المحيطات، ومنها ما هو للمياه الضحلة، ومنها السريع ومنها البطيء.

    أنا السفينة حبالها وأشرعتها ومساميرها وليس هناك أفضل مني لتحديد مسارها.

    تذكرني الجملة بعبارة أدرجها الدكتور عبدالله في رده على أحد الأسئلة المطروحة عليه أثناء وجوده في ضيافة الحارة العمانية وكان عن المنصب... إذ هناك أحسست بنفس الشعور وأحسست بهذا الإنسان...

    خلفان

    ردحذف
  3. السفينة ليست آمنة سيدي .. في المرفأ أو خارجه

    ردحذف
  4. وانما لتقاوم الأمواج العاتية

    ردحذف
  5. قد لا تكون السفينة آمنة في المرفأ لأسباب خارجة عن سياق البحر الذي لأجله صنعت السفينة.

    ومعنى العبارة أوسع من معنى الأمن الذي توحي به الكلمة في السياق الواقعي للسفينة والبحر، فبعيداً عن الاستعارة، تدعو الجملة إلى التأمل في الإنسان ورسالته ودوره في الحياة كإنسان في وسط هذا الكون بما يحويه من مخلوقات.

    تعليق بسيط على ترجمة العبارة في العربية:
    أجد استخدام "إن" في الترجمة لا داعي له، بل يزيد في ثقل النطق بالعبارة. ومن الجهة المعنوية تكفي الجملة الإسمية التقريرية للدلالة على المعنى دون الحاجة إلى التأكيد.

    كما أن الفعل الذي عادة ما يتلازم مع السفينة هو "صنع" وليس "شيد" أي نقول صناعة السفن وليس تشييد السفن.

    السفينة آمنة في المرفأ، ولكن ما لهذا تصنع السفن
    السفينة في مرفأها آمنة، ولكن ما لهذا تصنع السفن

    خيار آخر هو إضافة "قد" التي تعطي معنى التقرير والتشكيك وتهيئ القارئ للإستدراك القادم بالأداة "لكن".

    قد تكون السفبنة آمنة في مرفأها، ولكن ما لهذا تصنع السفن.

    علي سعيد

    ردحذف
  6. عبدالله الحراصي Abdulla Al-Harrasi30 يونيو 2009 في 12:13 م

    تستخدم كلمة "شيّد" بمعنى "بنى" السفينة.
    أنظر مثلاً:
    http://www.google.com/#hl=en&q=%22%D8%AA%D8%B4%D9%8A%D9%8A%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%86&aq=&oq=&aqi=&aq=f&oq=&aqi=&fp=0k1C0PXk7Hc

    ردحذف
  7. Results 1 - 10 of about 334,000 for صناعة السفن
    Results 1 - 10 of about 320 for تشييد السفن

    ردحذف
  8. أسلوب البحث في غوغل كان يُدرسنا إياه دكتور في الجامعة لنتأكد من شيوع استخدام كلمةٍ ما في سياقٍ ما. أفحمتنا يا غير معرّف! :)

    ردحذف
  9. وماذا لو كان صانع/مشيّد السفينة قد فعل الصنع/التشييد للعبةٍ في رأسه بينما كان يعبث بالمسامير والخشب بين أصابعه ثم تأمل ما فعل بإتقانٍ معجباً ومكبراً؟!

    ردحذف