نشرت عائشة السيفي مقالاً مؤثراً للغاية عنوانه "الله الله في أطفالكم" (ضمن سلسلة مقالاتها "ردهات") في جريدة الوطن اليوم الاربعاء 3 مايو 2009. يتناول المقال عمل الاطفال من أوجه مختلفة، غير أن المقطع الأخير يتناول ذكريات عائشة مع تجربة شهدتها بنفسها. أنقل لكم المقطع المذهل:
في نهايةِ المقَال تلحّ عليّ ذاكرتيْ للحديثِ عن بقايا عالقَة من طفُولتيْ ظلّت لسنواتٍ مصدَر رعبٍ بالنسبَة إليّ .. وإن كانتْ تلكَ الظاهرةُ قد انتهتْ وشرعتْ دول الخليج في محاربتهَا إلا أنّ لا تزَال تنتشرُ وإنْ في الخفاء .. ففيمَا تنتشرُ سباقاتُ الهجن كانتْ كثيرُ من العوائل الخليجيّة "تشتريْ" أطفالاً من دولٍ أسيويّة من أهاليهم وذلكَ لدفعهم للمشاركَة في سباقاتِ الهجنِ والجمَال .. كنتُ أذهبُ لإحدى الدوَل الخليجيّة حيثُ يقيمُ أقاربُ لنا .. ولا أزَال أذكرُ الطّفل عليّ ذا الست أعوَام والذي كانَ والدهُ قد باعهُ لجَار خاليْ .. هذا الجار كانَ كذلك يشتركُ في سباقات الهجنِ بهذا الطفلِ الأسيويّ .. كانت طبيعَة هذا الطفل ميلانهُ للسّمنة وفيمَا تعمرُ البيُوت الخليجيّة بأصنَاف الحلويّات كانَ هذا الطفلُ يحظَى ببقايا أطعمة المطبخ فإذا زادَ وزنهُ كانَ ذلكَ الجارُ يعمدُ إلى ربطهِ (كالحيوَان) إلى عمُودٍ في حوشِ المنزل .. هذا الطفلُ كانَ محروماً من الأكل حتّى لا يزيدَ وزنهُ فيبطئ الهجنَ في السّباق, وكانَ غير مسموحٍ لهُ النومَ تحتَ المكيّف وفي صيفيّات الخليج الحارقَة كنتُ وأنا ألعبُ مع أولاد هذا الجار أجدهُ نائماً في ملحقٍ تابعٍ لحظيرة الهجن حيثُ لا وسيلة تبريد إلا مروحَة صغيرَة .. وكثيراً ما كانَ هذا الجارُ يجنّ جنُونه فينهالُ أمامنا بالضّرب المبرح على هذا الطفل بعدَ أن يضعهُ على الميزَان فيكتشفَ أنهُ كسبَ كيلوجرَامات إضافية ..
لقد شعرتُ بسعادةٍ كبيرةٍ حينَ قرأتُ قانوناً بمنعِ استخدام أطفالٍ مستأجرين آسيويين لإدخالهم في هذه السباقات ..
يا الهي !!
ردحذفالرحمة...
عائشة مستودعٌ هائل من الدهشة .. المتجددة ..
ردحذفمعقوله !!
ردحذف