من المقدمة التي وضعها أبو محمد عبدالله بن محمد الأزدي الصحاري لمعجمه الطبي "كتاب الماء"، وينتقد فيها الأطباء الذين كانوا يكثرون استخدام المصطلحات الأجنبية أمام مرضاهم في زمنه (القرن الخامس للهجرة):
"فلقد بلغنا عن أطباء عصرنا ومتطببيه، وصيادلته وعطّاريه، وأهلِ الجراحة والتشريح والكحّالين، ما بلغنا من خروجهم على لغة العرب، وتفضيلهم لكلام العجم، يتمادحون بذلك فيما بينهم، ويغمضون فيه أمام مرضاهم، إظهاراً لقدرة لا تستحق الإظهار، وعُجمَة لا تستوجب الإفتخار ((لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين)). فجهدت جهدي أن أعيد الأعجمي من لفظ الأطباء إلى رسوم لسان العرب.
وقد عَوَّلت في هذا الكتاب على ما اختبرته بنفسي، وما أفاضه عليّ الشيوخ الأطباء الكبار، فأولهم استحقاقاً للتنويه الشيخ العلامة ابن سينا، فله على كل كلمة، هاهنا، عارفةٌ، وعلى كل عِلمٍ نولنينه طارفة. فمنه أخذت معظم أبواب صنعة الطب"