الأربعاء، 30 يونيو 2010

عن المتمادحين ...


من المقدمة التي وضعها أبو محمد عبدالله بن محمد الأزدي الصحاري لمعجمه الطبي "كتاب الماء"، وينتقد فيها الأطباء الذين كانوا يكثرون استخدام المصطلحات الأجنبية أمام مرضاهم في زمنه (القرن الخامس للهجرة):
"فلقد بلغنا عن أطباء عصرنا ومتطببيه، وصيادلته وعطّاريه، وأهلِ الجراحة والتشريح والكحّالين، ما بلغنا من خروجهم على لغة العرب، وتفضيلهم لكلام العجم، يتمادحون بذلك فيما بينهم، ويغمضون فيه أمام مرضاهم، إظهاراً لقدرة لا تستحق الإظهار، وعُجمَة لا تستوجب الإفتخار ((لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين)). فجهدت جهدي أن أعيد الأعجمي من لفظ الأطباء إلى رسوم لسان العرب.
وقد عَوَّلت في هذا الكتاب على ما اختبرته بنفسي، وما أفاضه عليّ الشيوخ الأطباء الكبار، فأولهم استحقاقاً للتنويه الشيخ العلامة ابن سينا، فله على كل كلمة، هاهنا، عارفةٌ، وعلى كل عِلمٍ نولنينه طارفة. فمنه أخذت معظم أبواب صنعة الطب"

الثلاثاء، 29 يونيو 2010

مؤتمرات وندوات!!!!!!!!!!!!

"تغيرت أيضا نظرتي إلى المؤتمرات والندوات التي لا تنقطع في مصر وخارجها فأصبحت أعتبر معظمها إضاعة للوقت دون فائدة تذكر، وأصبحت أندهش كلما فكرت في حجم الأموال الطائلة التي تنفق على جلب المدعوين إلى هذه المؤتمرات والندوات، من أقصى أركان الأرض إلى مكان المؤتمر، وعلى إقامتهم في الفنادق الفاخرة بلا أي طائل، أو على الأقل بدون أي نفع عام، وإنما فقط لتحقيق أهداف أنانية بحتة مثل تظاهر منظمي المؤتمر أو الندوة بخدمة قضية نبيلة، ضمانا لاستمرارهم في مناصبهم، أو تحقيقا للشهرة وذيوع الصيت، أو التقرب إلى بعض أصحاب النفوذ الذين يمكن أن يحققوا لمنظمي المؤتمر غرضا من أغراضهم الخاصة..."

(من السيرة الذاتية لجلال أمين "ماذا علمتني الحياة؟" الصادرة عن دار الشروق بالقاهرة، الطبعة السادسة 2009)

الاثنين، 28 يونيو 2010

ملك النوم... حينما يأتي ...


نشرت في المدونة قبل فترة صورة التقطها في يناير 2008 في القاهرة في منطقة الاهرامات لصبي مصري من الأطفال الذين يعملون في قيادة الخيول التي يركبها السواح حول الاهرامات... الصورة تظهر هذا الطفل المنهك نائماً على ظهور ثلاثة خيول واقفة بجنب بعضها البعض ....





وقبل اسبوعين كنت في القاهرة مرة أخرى، والتقطت الصورة التالية التي تظهر طفلاً آخر نائماً في مكان غريب... إذ وضع رأسه على رأس أبيه وغط في النوم، بينما يعرض أبوه، البائع المتجول، للبيع آلة موسيقية بلاستيكية تشبه الربابة... الطفل نام رغم كل الضوضاء التي تصدرها الآلة التي يعرضها أبوه للمارة، ورغم كل الإزعاج التي تضج به تلك المنطقة من القاهرة، وهي "ميدان طلعت حرب"، التي تعد أحد أنشط، وأزعج المناطق التجارية في القاهرة، والتي تضج بضجيج الناس، والسيارات التي تلتقي في دوار الميدان قادمة من مناطق القاهرة المختلفة....



الأحد، 6 يونيو 2010

إعصار يضرب مسقط في يونيو 1890


وثقت الصحافة الأمريكية من خلال أخبار نشرت في أكثر من جريدة الإعصار الحلزوني الكبير الذي حلّ بمسقط في يونيو 1890 فنجد في جريدة "ذَ أوشكوش ديلي نورثويسترن" خبراً عن هذا الإعصار عنوانه "نبأ يفيد بمقتل سبعمائة شخص":


مسقط، ٩ يوليو: اجتاح اعصار حلزوني فظيع مسقط والمنطقة المحيطة بها، وقد دمّر الإعصار كثيراً من المنازل هنا وفي المناطق الزراعية، وعدد الأرواح التي أزهقت [بفعل الاعصار] مريع، حيث تشير الأنباء التي وردت حتى الآن إلى مقتل سبعمائة شخص. 
(جريدة "ذَ أوشكوش ديلي نورثويسترن" The Oshkosh Daily Northwestern، ٩ يوليو 1890، الصفحة ١).

كما تورد جريدة "ديفينبورت مورننج تريبيون" الخبر التالي الذي يحمل عنوان "الآلاف فقدوا: إعصار في مسقط يخلف في طريقه الموت والدمار":

بومباي، ٩ يوليو: وصلت إلى هنا أنباء عن دمار فظيع نجم عن إعصار ضرب مسقط، ويقال بأن 700 شخص قد لقوا حتفهم، فيما يصعب تقدير حجم الدمار الذي حل بالممتلكات بسبب الفيضانات الناجمة عن ارتفاع الأنهار [الأودية]، وقد هُدِّمت البيوت كما أسقط الاعصار كل أنواع الأشجار، وقد رافقت الكارثة مشاهد عديدة حيث حاول السكان المرعوبين والعاجزين عن فعل أي شيء، هرباً من العاصفة الهائجة. 
(جريدة "ديفنبورت مـورننج تريبيــون" Davenport Morning Tribune، 10  يوليو 1890، الصفحة ١)